وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ
يقدر عدد اللغات حول العالم من ستة إلى سبعة آلاف. لم يستطع أحد إلى الآن أن يحصى عدد اللغات بالتحديد.
اختلاف لغات بني آدم من آيات الله وقدرته العظيمة. كل قوم لها لغة و لهجة خاصة.
اللغة أصلا كمَا عرفها إبن جني: (اللغة) فإنها أصوات يعبربها كل قوم عن أغراضهم. فهي أداة للاتصال و التواصل بين الأفراد و المجتمعات. و ليست هذه الأصوات متشابهة بل كل قوم لها أصوات مختلفة و لهجات مختلفة عن غيرها. فهي آية من آيات الله.
فهذه الأصوات علمها الله الإنسان كما قال تعالى: الرحمن ، خلق الإنسان ، علمه البيان. قدرة البيان وضعت في فطرة كل مولود وهذه القدرة الفطرية يزود بها الأطفال كلهم.
بحث العلماء (في آستريليا) هذه القدرة الفطرية فوجدوا أن الطفل السوي يستطيع أن يتعلم ويتقن سبع لغات في آنٍ واحدٍ. إنهم طلبوا المعلمين من دول مختلفة ، من الصين و اليابان و العرب و غير ذلك من سبع دول ، فهؤلاء المعلمون تكلموا مع الأطفال بلغاتهم من أول يوم التحقوا فيه بالمدرسة و كل منهم اجتهد أن يتقن الطالب لغته. فكانت النتيجة في نهاية السنة أن طلاب كلهم كانوا يتكلمون بسبع لغات.
هذه القدرة الفطرية تولد مع الطفل و تظل نشيطة إلى السادسة من عمره. ثم تقل هذه القدرة و تتراجع حتى يقترب من العاشرة وفي هذه لاتنتهي باتة بل تبقى نشيطة يمكن استيقاظها. لكن بعد العاشرة تفقد الدماغ القدرة الفطرية التي تمكنه من اتقان الأصوات و اكتشاف اللغة.
فإذا أتقن الطفل لغة قبل العاشرة يمكنه أن يتعلم لغة جديدة باستخدام اللغة السابقة، لكن يحتاج إلى معلم يشرح له القواعد و يدربه في اتقان الأصوات.
و اللغة التي يكتسبها الطفل بقدرته الفطرية قبل السادسة أو قبل العاشرة يحبها ويستعذب الكلام بها لأنها قد امتزجت بدمه. واللغة التي تعلمها بعد السن العاشر فلايستعذب الكلام بها. و لايمكن لأحد يتعلم لغة بعد العاشرة أن يتقنها كأهلها يعني كمن يتقنها بالفطرة.
فلذا العرب كانوا يرسلون أولادهم إلى البوادي ليتقنوا اللغة الفصحى بالفطرة في سن تعلم اللغة.
لكن كثير منا اليوم يريد أن يتقن اللغة العربية لكن يبدؤون تعليمها بعدما تختفي هذه القدرة الفطرية.
نحن لغتنا الأم النائطية مع ذلك نتقن العربية كأهلها لأننا نتعلمها قبل السادسة.
فمن أراد أن يعلم الطفل لغة ما فعليه أن يعلمه في سن تعلم اللغة يعني قبل السادسة أو العاشرة و يتكلم معه في جميع الأوقات و الأحوال.
أرى قد طال مقالتي فأكتفي بهذا و أدعوا الله تعالى أن ينفعني و إياكم بما كتب. و بالله التوفيق.